فطرة النفس سر لا يحيط به عقل

بقلم د : سوزان دوابة

القطب العارف بالله ابو العباس المرسى .لقد قمت بزيارة مسجد ابو العباس المرسى ووقفت أمام ضريحة وتذكرت ما كتبه فى حب الله فهولاء الأولياء فتح الله لهم باب من نوره من المعرفة والعلم وكانوا يسافرون بلاد كثيره حتى يتعلموا و يحصدوا من علوم الله وانواراه ويكتشفوا المعرفة الحقيقية وأسرار الخلق لمن سبقوهم وأنعم الله عليهم وفتح لهم نور البصيرة فالعارف بالله ابو العباس المرسى تتلمذ على يد العارف بالله القطب ابو حسن الشاذلى وهذا العالم له قصص عظيمه وهبات أنعم الله به عليه .

فهولاء رحلوا عن علمنا ولكن علمهم باقى علم الروح العلم الذى لا يدرس فى مدارس او جامعات ولكن العلم الذى يهبه الله لمن يشاء فهو علم فطرة النفس السر الذى لا يحيط به عقل .
فمن أقواله أبوالعباس المرسى العظيمة
«الأنبياء إلى أممهم عطية ونبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هدية وفرق بين العطية والهدية أن العطية للمحتاجين والهدية للمحبوبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا رحمة مهداة».

ما أجمل الكلمات والعبارات ومن أقواله.
«قصدًا إلى الحق لا تخفى شواهدها قامت حقائقها بالأصل والفنن/ يا سائلى عن علوم ليس يدركها ذو فكرة بفهومٍ لا ولا فطن/ لكن بنور على جامعٍ خمدت له العقول وكل الخلق فى وسن».

ونبذة عن حياة العارف بالله العباس وهى .
حينما كان فى الـ25 من عمره كان فى رحلة حج مع أبيه وأمه وأخيه، وصادفت مركبهم رياح عاتية بالقرب من شواطئ تونس فغرق أبوه وأمه وأخوه، ونجى هو ولجأ إلى تونس وهناك تعرف على أبى الحسن الشاذلى، فاصطحبه إلى مصر، التى قضى بها جل أيام عمره (43 عاما) إلى أن مات سنة هـ686 وكانت معيشته فى الإسكندرية وحدها، يدعو فيها للعلم والفقه الصوفى وذاع صيته بمصر كلها، وكان يأتيه المريدون من كل جهة من مصر وخارجها، ومن أبرز تلاميذه الإمام والعالم والشاعر البوصيرى وابن عطاء الله السكندرى وابن سبعين وابن عفيف التلمسانى.

واحب ان اذكركم اكتشاف الفطرة بداخلنا لا يحتاج إلى تصنيف مسلم صوفى سنى مسيحي يهودى ولكن يحتاج بايماننا بالله وانه الواحد الأحد والاخلاص لله وحسن الظن به والصرط (((( الأخلاق والانسانية )))) وقتها سيفتح علينا نور روح قلوبنا ويحل الحب والسلام على الأرض.
فيا من تطلبون الهدى اعلموا انه بداخلكم وانتم لا تعقلون .
اصلحوا من أنفسكم فبنائكم وبناء أولادكم ومستقبلهم لا تستقيم الا بالأخلاق والانسانية . .فهذا الوصف الذى ارادة الله لنا ليفتح لنا كنوز معرفته ورزقة .فالخلق والرحمة سر خلق الله .