الجهل المقدس…!ترسيخ واقع عربي

كتبت هيام سلوم

تغيرات كبيرة تعيشها البشرية العالمية عامةوالمنطقة العربية منها خاصة .جعلت مجتمعاتنا  تتخبط كسفينة في بحر هائج يكتنفه الخوف والظلام والمعاناة من تفشي النفاق والتخريب والابتزاز وغير ذاك من امراض مجتمعية وسياسية تعد جزء من أچندات مفروضة على واقعنا.المؤلم أن هذه  المجتمعات تجد تفسيراً غيبياً أو توهيما وربما تسويفا وأعذاراً  لتلك الأمراض .هذا العصر الرديء الغارق حتى رأسه بالتفاهات والمسليات التي صدرها العالم الغربي كالرياضة التي ألهوا الشعوب بها والعطور والقصور والماركات العالمية للباس  والأكل الجاهز والسريع الذي يأتيك بسرعة تفوق سيارة الإسعاف . ليشغلوا العقل العربي عن التفكير بالأهداف الأساسية والمهمة. وبات هناك تسارعية في الانحدار والسقوط وغياب منظومة الأخلاق.حيث أصبح فقدان الموبايل لشخص ما أصعب من فقدان عزيز .للأسف إن ما يحدث في الشرق الذي لم تشرق عليه الشمس من سطوع نجم روما قبل آلاف السنين . يشبه ماحدث مع صاحب الحمار وهي حكاية من التراث العربي تذكر أن رجلا اشترى حماراً لأول مرة في حياته ومن فرحته بالحمار أخذه إلى سطح بيته وصار الرجل يدّلع الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من فوق الدار لإدخاله الحظيرة فأبى الحمار وشعر بالحزن ورفض النزول لأنه أعجب بالسطح وقد حاول الرجل أن يقنعه وسحبه بالقوة لكن الحمار دق رجله بين قرميد السطح وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه .البيت كله صار يهتز والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزاً عن تحمل رفسات الحمار فنزل الرجل بسرعة ليُخلي زوجته وأولاده خارج المنزل .وخلال دقائق انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار ، وقف الرجل عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه وقال : والله أنا المخطىء وليس أنت لأن مكانك في الحظيرة و أنا من أخذك إلى السطح .  ( العبرة من الصعب إنزال الأشخاص الذين تم إيصالهم إلى أماكن صنع القرار الذي هو مكان أصحاب الوعي والكفاءة والإخلاص الوطني .فعندما يتعين أشخاص  غير كفوئين  ويتولون مسؤولية مواقع عليا في السلطة  فلا عجب من انهيار المنظومة بكل أشكالها الأخلاقية والقيمية بما يؤدي للخراب وتصدع الوطن .لقد كثرت هذه ظاهرة حتى وكأن الحياة أصبحت لهم .وأصبح هناك سقوط بالتشابه ..حتى تزعزعت دعامات أمم وأوطان فهل من وسيلة لإنزال هؤلاء الذين لايعلمون شيئا ولايفقهون.باتت الحياة بسببهم بحالة من التردي والتراجع والجهل والاستعماء في كل مكان من أمة لا اله الإ الله.في قراءة عن الفيلسوف الإيطالي( جوردانو برونو ) الذي جرى إحراقه حّياً في ساحة فيوري في مدينة روما في عام 1600 ميلادي بعد أن أمضى ثماني سنوات في مطامير محاکم التفتيش الرهيبة. بسبب أن الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى  اتهمته بالهرطقة لتأييده نظرية كوبرنيكوس عن دوران الأرض حول الشمس . وقد قيل أن برونو عندما ربطوه بقضيب من الحديد وجمعوا الحطب لإحراقه، کان صامتا مستسلما ؛ ولكن حدثٌ ما دفعه إلى أن نطق بعبارة خلّدها التاريخ وکانت تلك الحادثة أن الناس رأوا امرأة عجوزاً على حين غرّة وهي تحمل قطعة من الحطب، ثم ألقتها في النار بعد أن نطقت باسم الله، فما کان من برونو إلا أن خرج من صمته، فلقد بدا أن عمل تلك العجوز آلمه حتى نخاع عظامه حتى صرخ قائلا: «اللعنة على هذا الجهل المقدّس!».لو عرف الإنسان معادلة الخير والصفاء و الصدق في علاقة القلب بالعقل لما وصل الى ما هو عليه من جهل ووحشية في القتل والذبح والحرق . لن يصطلح العالم الإ إذا انطلق كل  من ذاته وأصلح نفسه مستعيناً  بالعقل والحكمة والوعي . لا تنتظروا من أحد أن يحرركم من جهل يرافقكم كالشهيق والزفير..استذكر عندما استعان الأباطرة الرومان (بالفايكنج)وهم مجموعة من سهول إسكندنافيا أعطتهم الحكومات الرومانية أسلحة. ليسدوا لها ثغرات جغرافيتهم المترامية الأطراف من المقاومات الشعبية واللصوص.فانقلبوا عليها بعد أن تمكنوا.إنهارت واحدة من أعظم حضارات الإنسان فى القرن الثالث الميلادي بسببهم .وحين لم يستطيعوا الفايكنج تسيير دفة حكم الإمبراطورية لأنهم رعاع وجهلة.قسموها بعد أن سفكوا فيها دماء تعادل أنهاراً. ثم أنتجوا لنا دول أوروبا التى نعرفها الآن.المناسب في عندما ينهار جدار في غرفة سوف تتأذى بقية الجدران .وعندما تتهدم غرفةسيتأذى البيت .ما حصل في العراق ولبنان وسوريا تأكيد على أن أي دولة سقطوها وخرابها سيصيب جيرانها بالأذى .كالجسم إذا مرض عضو منه تداعت له أعضاء الجسم بالحمى والسهر .الأربعاء 26 شباط 2025….

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

فلا أقسم بيوم القيامة

بقلم/ ناصر السلاموني يوم القيامة هو اليوم الذي يفصل الله فيه بين عباده، فيثيب المحسن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *