أخبار عاجلة

الأخلاق والتعليم وطاقة المكان

بقلم د : مها العطار

اطلبوا العلم ولو فى الصين هى مقولة تحفز الناس على طلب العلم ولو به مشقة ، وجاءت الصين هنا لتنير لنا الطريق فى علم الطاقة .. الذى هو علم تربية الإنسان على الفطرة التى أمرنا الله أن نعيش بها .

ويجب التنبيه إلى أن العلم ليس أن نستورد كل النموذج الغربى لتقدمهم فى التكنولوجيا ، ولكن العلم هو التربية على الأخلاق وهى التى تصنع أمة وحضارة .

وهنا أتذكر قصة بناء سور الصين العظيم الذى تم بناءة لحماية الشعب من الأعداء ولكن نتيجة لعدم وجود الأخلاق إنهار هذا السور ببساطة لأنه تم رشوة الحراس الذين لا يتمتعون بالأخلاق وتم غزو البلاد ، وهنا أدرك الصينيون أن الأهم من بناء مظاهر الحضارة من تكنولوجيا وعلوم وغيرها ليس لها أهمية بدون بناء الإنسان نفسه على الأخلاق .

ما الفائدة أن نعلم أبناءنا ليصبحو مخترعين وعلماء وجنود ومهندسين وليس لديهم أخلاق .. تذكرت ذلك عند دخولى أحد المدارس الخاصة التى تتباهى بوجود هيئة التدريس من دول غربية لتعليم أبناءنا .. وتذكرت أحد الأفلام التى شاهدتها أمس عندما ترك العريس عروستة فى اليوم التالى للفرح مع أحد الأشخاص لتتمتع برحلة بحرية مع صاحب القارب ثم فوجىء بخيانة العروسة له مع صاحب القارب .. هذه هى الأخلاق الغربية التى تضيف السم للعسل .. أبناءنا ليسو على دراية بفلترة هذه السلوكيات بين الحرية الشخصية وبين العمل بين الصدق والإنحراف الأخلاقى .. التعليم الغربى يغوص فى تفاصيل العلوم والتكنولوجيا ولكن هناك سلوكيات غربية ليست فى الدين ولا الفطرة ونحن الكبار نعلم مداها .

فى الصين يعلمون الأبناء الأخلاق جنبآ إلى جنب مع باقى مفردات التعليم ، وكانت المقولة الصينية الخير يصنع الأخلاق فى كل مدرسة وكل قرية ، والثقافة الصينية والشرقية هى الأقرب إلينا من الثقافة الغربية المادية البحتة .. الثقافات الشرقية كلها تبحث فى عمق الإنسان وعلاقاتة بالسماء والله والأرض ويحث الإنسان على التفكير والتأمل .. “تفكرو يا أولى الأباب” وديننا يحثنا على ذلك .

كل مفردات الدين عندنا بها منظومة الطاقة من العناصر الخمس مثل مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) .. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضلُ العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم ، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافرٍ) هنا تم ربط العلم بالسماء والأرض .

العيش وفق منظومة الطاقة أو الفطرة من بداية تعليم أبناءنا هو ما ينبغى أن نسعى إليه ، نحن من بهرنا العالم بالأخلاق جانب إلى جنب مع العلوم والهندسة والعمارة والطب عندما ملكنا العالم فى حضارتنا الإسلامية .

طاقة المكان يمكن أن تؤثر على أبناءنا من حيث عناصر بناء المدارس والفصول هذا التأثير من الممكن أن يكون إيجابيآ يخرج جيل من العباقرة ويمكن أن يكون سالبآ يخلق مجموعة من الأغبياء .

يجب أن نراجع فطرتنا فى خياراتنا للأبناء كما يفعل الجد الصينى عندما يلاحظ أحفادة ويعلم مدى نجاحهم فى أى تخصص فى حياتهم ، نعم عن طريق الطاقة تستطيع أن تحدد نوعية دراسة ومهنة كل شخص التى تنجحة فى الحياة ويستفاد منه المجتمع والأمة .

أهمية الطاقة أنها تعيد تفكيرنا فى فطرة الله التى فطرنا عليها ونعيد التفكير فى حياتنا وحياة أبناءنا وأحفادنا وندرك منظومة السعادة لكل إنسان كما يريد لنا الله أن نعيش ..

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

دكتور هاني عمر الناظر يكتب كلنا معاك .. يا ريس

سيتوقف التاريخ كثيرا أمام الموقف البطولى للقائد الشجاع الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه تصفية القضية الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *